كريم العراقي من عذابات الهجرة إلى فاتنة البلياردو

كريم العراقي من عذابات الهجرة إلى فاتنة البلياردو

أكد الشاعر كريم العراقي أن أمسيته الأولى  في الكويت، التي استضافها مسرح د. سعاد الصباح برابطة الأدباء الكويتيين، أمسية استثنائية بكل المقاييس، الأمسية التي حضرها سفير العراق لدي دولة الكويت علاء الهاشمي أدارها الشاعر عبدالله الفيلكاوي وشهدت حضورا كبيرا، وقد ألقى العراقي فيها عددا كبيرا من القصائد التي طلبها الجمهور.
في بداية الأمسية أشار عريف الأمسية الشاعر عبدالله الفيلكاوي إلى أن الأمسية تأتي برعاية نائب رئيس التحرير والمدير المسؤول عن  الزميل عبدالله المضف، وقد وجه كريم العراقي الشكر للمضف وللأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي على استضافة الأمسية.
قبل أن يبدأ العراقي في قراءة شعره اكد أن هذه الزيارة الأولى له لدولة الكويت تأخرت 43 عاما كاملة، وأشار إلى أن الشاعر الراحل فايق عبدالجليل استمع إليه وهو يلقي إحدى قصائده عندما كان طالبا صغيرا في إحدى الأمسيات بالبصرة، فأخذ عبدالجليل الميكرفون وقال للحضور:  «انتبهوا لهذا الفتى سيكون له شأن كبير»، وعرض عليه عبدالجليل مرارا الحضور لإلقاء شعره في الكويت لكن ظروف العراق وحروبه المستمرة أجلت الحضور إلى الكويت 43 عاما.

فايق الغالي
وقال العراقي إن أخاه عندما كان يسافر إلى الكويت كان يطلب منه سلسلة المسرح العالمي التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتابع أنه يبدأ أمسياته دائما بقصيدته «يا أبي»، ولكنه هذه المرة سيخرج عن المألوف، ووجه قصيدته الأولى إلى روح صاحب الخطوة الأولى الشاعر الراحل فايق عبد الجليل:
مشتاق لك عد الليالي
وأعدادنا على الأرض يمشون
فايق أبو فارس الغالي
يا ساكن محبات العيون
يا شاعر الحب والمعاني
إرجال المعاني ما يغيبون
ثم عاد العراقي إلى خريطته المألوفة وقرأ على الجمهور قصيدته المعتادة في بداية أمسياته وهي قصيدة «يا أبي» وفاء لأبيه، مشيرا إلى أنه كتب عن أبيه أربع قصائد غنائية:
رحم الله أبي
آه كم أشتاق أيام أبي
ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي
إنه أورثني الحزن. ولكن مدّني
بالعزم والعزة والصبر الأبيّ
فحملت العِبء طفلا ودُموعي لُعَبي
وقال العراقي كيف أذكر الأب ولا أذكر الأم؟ مشيرا إلى أنه كتب قصيدة  «يا أمي» قبل قصيدة «يا أبي» وغناها سعدون جابر وسجلت في الكويت، وأرسل العراقي التحية لأمه ولكل نساء العالم في يوم المرأة العالمي.

بالأمس في «دائرة الهجرة»
ثم ألقى العراقي قصيدة «بالأمس في دائرة الهجرة» التي كتبها من واقع عذابات الهجرة وهو بدائرة الهجرة السويدية ينتظر دوره لتقديم طلب اللجوء الإنساني
بالأمس رأيته في دائرة الهجرة
رأيته..
المتعب الجريح مدمن الحروب
رآه كل الناس
تقدم العراق حاملاً أوراقه
تقدم العراق طالباً مرحمة اللجوء
صار العراق خارج العراق
مخلفاً وراءه النيران والدخان
مخلفاً وراءه جمجمة الحضارة..

«البلياردو»
وبعد أن انتهى من مجموعة من قصائد «النكد والشجن» على حد قوله، ألقى العراقي مجموعة من قصائد الحب والغزل ومنها قصيدة « البلياردو»، التي كتبها من واقع قصة حقيقية حدثت له، حيث التقى بسيدة جميلة هزمته بعطرها في البلياردو لكنه فاز بقصيدة:
الأخضر.. المستطيل.. جاهز
والزوايا مفتوحة لابتلاع الكرات
ابدئي أنت أولا فالبدء للفاتنات
رتّبتها.. بعثريها
سكّنتها.. حركيها
فرّقيها كقلبي.. إلى جميع الجهات
ها أنا أرفع المثلث عنها
فاعصفي بالمدوّرات
كالناي بين يدي عازف ساحر النغمات
يا لك من محظوظة من أول الضربات
كراتك كالأرانب تجري وكراتي كالسلحفاة

الجمهور يطلب
كما لبي العراقي عددا كبير من طلبات الجمهور بإلقاء قصائد معينة ومنها قصيدة «كان صديقا» التي قال عنها: «سألوني ما أجمل ما كتبت؟ فقلت: قصيدة «كان صديقي»، التي كتبتها عن أحد أصدقائي»:
كان صديقي وكانت حبه الأبدي
بل كان حبهما حكاية البلد
واستغرب الناس كيف القصة انقلبت
إلى خصام إلى هجر إلى نكد
أما أنا الشاهد المجروح بينهما
سيفان من نار يختصمان في كبدي
هو التقاني مريضا تائه القدم
محطم القلب أدمى إصبع الندم
كما ألقى العراقي قصيدة «المعطف»، والتي أكد أنها كمعظم قصائده مستوحاة من قصص حقيقية، حيث تدور حول استعارة إحدى الجميلات لمعطف أحد أصدقائه:
لما استعارت معطفي
فورا تغير موقفي
يا برد أينك من دمي
أنا شعلة لا تنطفي
الكل من حولي هتف
برد مخيف وارتجف
وأنا عن الكل اختلف
في داخلي دفء خفي..
فهي استعارت معطفي

المؤتمر الصحافي قبل الشعر أم بعده؟
حسب البرنامج المحدد كان من المفترض إقامة مؤتمر صحافي للشاعر العراقي كريم العراقي في إحدى قاعات رابطة الأدباء الكويتيين في الساعة السادسة والنصف، ولكن العراقي حضر في السابعة بسبب الزحام، وفضل العراقي الدخول أولا إلى مسرح د. سعاد الصباح لبدء الأمسية على أن يكون المؤتمر بعد الأمسية.
وفي المؤتمر، الذي تلي الأمسية وأداره الزميل بــ ياسر العيلة، تحدث العراقي عن زيارته  الأولى للكويت، مشيرا إلى أنه كان يشعر بالتوتر كحاله قبل كل أمسية، ولكن رؤيته للأجواء وللجمهور الكبير بددا توتره، وعن التعاون بينه وبينه مطربين كويتيين قال العراقي: إن هذا التعاون غير مطروح حاليا ولكنه أكد أنه يرتبط بصداقة مع العديد من نجوم الغناء في الكويت.

أمسية تشبه مباريات الكرة
على غرار إذاعة المباريات المهمة وضعت رابطة الأدباء شاشة عملاقة في حديقة الرابطة لكي يتمكن الجمهور الكبير الذي جاء لرؤية العراقي ولم يسعه مسرح د. سعاد الصباح، من الاستماع إلى العراقي، وقد امتلأت حديقة الرابطة عن آخرها بجمهور يفوق الجالسين في المسرح.

بكاء قمر عراقي
توقف الشاعر العراقي وهو يلقي إحدى قصائده وقال: إنه يريد أن يحيي قمرا عراقيا، وكان يقصد الممثلة العراقية ميس كمر، فصعدت إلى المنصة تحييه وهي تبكي، وأكد العراقي وقع دموعها أنها امتداد لكل القدرات العراقية الجميلة.

رابط الخبر هنــا