"تحيا الكويت"

شعر

"تحيا الكويت"

علي الأجهر *

تحيا الكويت وداعي الشوق يُغرينا

في عيدها اليوم نُهْديها الرياحينا

 

وكم رأيتُ من البلدان في سفري

فما رأيتُ سواها من يُسلِّينا

 

أحبَبْتُها بلدةً بالخير قد عُرِفَتْ

أخذتُ عنها الهوى والحب تَلقينا

 

هي الحبيب الذي إن غاب بصري

ما غاب عن خَلَدي يوماً ولا حينا

 

تبقى الكويت غرامي والهوى قَدَرٌ

يُميتنا بُعدها والقُرْب يُحيينا

 

هي الجمال أراها في مُخَيلتي

رَوْضاً يضوع الندى مِسْكاً ونسرينا

 

رذاذ شاطئها أنفاسُ غاليةٍ

والبرُّ من حُبها يبدو بساتينا

 

وأهلها اتفقوا إذا قال قائدهم

الدار تجمعنا والحب يكفينا

 

نُعامل الناس بالحُسنى ونُكْرمهم

وباطن الناس شيء ليس يَعنينا

 

وليس في الدين أحزاب يعلِّمها

غمر يَعدُّ الأذى من جهْله دينا

 

الدين تقوى وأخلاق ومرحمةٌ

غاب الطبيب فَقُل لي من يداوينا

 

لكنّ ربي رحيم لن يُضيِّعنا

سيظهر البدر حتماً في ليالينا

 

كما أتى الفجر بالتحرير مبتسماً

وعندها الطير غنّى في مغانينا

 

وعادت الدار كالحسناء زاهيةً

والزهر مال دلالاً في روابينا

 

وصَفِّق الشعب ترحيباً بقائده

ورفرف العلم الغالي بنادينا

 

وفي خِضّم التهاني دمعةٌ ضَحكت

فرحة النفس سالت من مآقينا

 

رقْصٌ ودمع وتغريدٌ وتهنئةٌ

جَوٌ عجيبُ تراءى في نواحينا

 

الحمد لله أعطانا فأكرمنا

حتى رأينا الأماني بين أيدينا

 

لا يعرف الوصف إلا من تذوقه

هاتوا المُدام وساقي القوم يسقينا

 

تبقى الكويت مع الأيام خالدةً

لا فُضّ فُوهُ الذي قد قال آمينا

 

تحيا الكويت وحَيَا الله قائدها

والشعب يحيا ويحيا من يُحّيينا